يرصد التقرير الذي أعدّه فريق تحرير موقع ميدل إيست مونيتور تحركات سياسية وأمنية متسارعة بين حركة حماس والسلطات المصرية، حيث تكشف مصادر مطلعة عن إحراز تقدم ملحوظ في ملف سلاح الحركة خلال اجتماعات مكثفة عُقدت في القاهرة مع مسؤولين من جهاز المخابرات العامة المصري، في مسار يسعى إلى إعادة ترتيب المشهد الإداري والسياسي في قطاع غزة وفتح بوابة لتسوية أشمل.

 

نقل ميدل إيست مونيتور تفاصيل هذه المباحثات، موضحاً أن الوفد الفلسطيني، برئاسة محمد درويش رئيس مجلس قيادة حماس وعضوية خليل الحية ونزار عوض الله وزاهر جبارين، يركّز على التوصل إلى صيغة انتقالية لإدارة غزة عبر لجنة تكنوقراطية مستقلة تمهّد لمصالحة وطنية فلسطينية شاملة.

 

مسار التفاهمات وتعقيد المشهد

 

تركّز النقاشات على بلورة إطار حاكم للقطاع في المرحلة المقبلة، وسط واقع سياسي وعملياتي بالغ التعقيد، وتسعى إلى تهيئة الطريق للمرحلة الثانية من المفاوضات ضمن اتفاق “شرم الشيخ – ترامب” الذي يهدف إلى تثبيت وقف إطلاق نار طويل الأمد. تشير المصادر إلى اقتراب الأطراف من حسم مسألة “سلاح المقاومة”، لا سيما ما يتصل بالاحتفاظ بالأسلحة الفردية، في مؤشر على رغبة متبادلة لخفض التوتر وتنظيم المشهد الأمني دون المساس بجوهر القضايا الخلافية الكبرى.

 

لجنة تكنوقراط على الطريق

 

تقترب الاجتماعات من إنهاء التفاصيل الخاصة بتشكيل لجنة تكنوقراطية تتولى إدارة القطاع بصورة مؤقتة، تمهيداً لمسار مصالحة أوسع يشمل الفصائل الفلسطينية المختلفة. تَعتبر الأطراف هذه الخطوة محطة انتقالية توازن بين الضرورات الأمنية ومتطلبات الاستقرار الإداري والخدماتي، وتتيح بيئة أقل توتراً للحوار الوطني. في المقابل تؤكد حماس ضرورة وقف التصعيد الإسرائيلي، وتستشهد بتسجيل 497 خرقاً لاتفاق وقف النار منذ بدء سريانه، ما أدى إلى سقوط أكثر من 342 فلسطينياً وفق روايتها.

 

البعد الدولي والضمانات الأمنية

 

بالتوازي، تُجري بعثة أمريكية رفيعة المستوى مشاورات مع مسؤولين أمنيين مصريين حول آليات تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ، بما يشمل آليات تثبيت وقف نار طويل الأمد واستقرار الوضع الأمني، مع بحث احتمال اضطلاع مصر بدور ضمن قوة دولية داعمة. وتستضيف القاهرة منذ الأحد سلسلة لقاءات عالية المستوى بين وفد حماس ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء حسن رشاد، إلى جانب اجتماعات منفصلة مع فصائل فلسطينية أخرى مثل الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية ولجان المقاومة الشعبية والمبادرة الوطنية الفلسطينية، في مشهد يوحي بحراك واسع لتقريب وجهات النظر وبناء مظلة توافقية.

 

تعكس هذه التطورات لحظة دقيقة تُعاد فيها هندسة التوازن بين الأمن والسياسة في غزة، حيث يتقدّم منطق الإدارة الانتقالية والتهدئة المدروسة على ضجيج المواجهة، في محاولة لصياغة واقع أكثر استقراراً يمهّد لمسار مصالحة فلسطينية شاملة ويعيد تعريف قواعد اللعبة في مرحلة ما بعد التصعيد.

 

https://www.middleeastmonitor.com/20251125-hamas-egypt-talks-advance-towards-resolving-weapons-file-and-forming-technocratic-committee/